روضة خاخ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روضة خاخ ورد ذكرها في السيرة النبوية, وتقع روضة خاخ قرب حمراء الاسد ليست ببعيدة عن المدينة المنورة على الطريق السريع بين المدينة المنورة وكل من جدة ومكة وقد اقتطع الطريق الجزء الغربي منها، وبقي الجزء الأكبر منها إلى الشرق منه، فتراها على يسار الطريق اذا كنت مغادرا المدينة، وهذه الروضة كانت معروفة بكثرة الاشجار واخضرارها، وقد كانت من احماء المدينة التي حماها النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون بعده لرعي خيل وإبل وأغنام بيت أموال المسلمين، وقد اكتسبت هذه الروضة اهمية لاقترانها بقصة حدثت على عهد النبي صلى الله علية وسلم حيث جاء ذكرها في حديث أخرجه البخاري فقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: بَعَثَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَا والزُّبَيْرَ، والمِقْدَادَ، فَقالَ: انْطَلِقُوا حتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فإنَّ بهَا ظَعِينَةً معهَا كِتَابٌ، فَخُذُوا منها قالَ: فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بنَا خَيْلُنَا حتَّى أتَيْنَا الرَّوْضَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بالظَّعِينَةِ، قُلْنَا لَهَا: أخْرِجِي الكِتَابَ، قالَتْ: ما مَعِي كِتَابٌ، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الكِتَابَ، أوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ، قالَ: فأخْرَجَتْهُ مِن عِقَاصِهَا، فأتَيْنَا به رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَإِذَا فِيهِ: مِن حَاطِبِ بنِ أبِي بَلْتَعَةَ، إلى نَاسٍ بمَكَّةَ مِنَ المُشْرِكِينَ، يُخْبِرُهُمْ ببَعْضِ أمْرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا حَاطِبُ، ما هذا؟ قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، لا تَعْجَلْ عَلَيَّ، إنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا في قُرَيْشٍ، يقولُ: كُنْتُ حَلِيفًا، ولَمْ أكُنْ مِن أنْفُسِهَا، وكانَ مَن معكَ مِنَ المُهَاجِرِينَ مَن لهمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ أهْلِيهِمْ وأَمْوَالَهُمْ، فأحْبَبْتُ إذْ فَاتَنِي ذلكَ مِنَ النَّسَبِ فيهم، أنْ أتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ قَرَابَتِي، ولَمْ أفْعَلْهُ ارْتِدَادًا عن دِينِي، ولَا رِضًا بالكُفْرِ بَعْدَ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أما إنَّه قدْ صَدَقَكُمْ، فَقالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، دَعْنِي أضْرِبْ عُنُقَ هذا المُنَافِقِ، فَقالَ: إنَّه قدْ شَهِدَ بَدْرًا، وما يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ علَى مَن شَهِدَ بَدْرًا فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ. فأنْزَلَ اللَّهُ السُّورَةَ: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إليهِم بالمَوَدَّةِ وقدْ كَفَرُوا بما جَاءَكُمْ مِنَ الحَقِّ} [الممتحنة: 1]- إلى قَوْلِهِ - {فقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}[الممتحنة: 1] 


يقول الاحوص وهو عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عاصم بن ثابت الأنصاري:

طرَبت وكيف تطربُ أم تصابَى

ورأسك قد توشِّحَ بالقتير

لغانية تحلُّ هضاب خاخٍ

فأسقف فالدوافع من حضَير

وقال أيضا:

نارٌ يضيءُ سناها، إذ تشبُّ لنا

سعديَّةٌ، وبها نَشفى من السقم

وما طربتُ بسجوٍ أنت نائله

ولا تنورت تلك النار من إضَم

ليست لياليك من خاخٍ بعائدة

كما عهدت، ولا ايام ذي سلم

وقال ايضا:

نظرتُ على فَوْتٍ فأوفى عشيّة

بنا منظرٌ من حصن عمّان يافع

لأبصر أحياء بخاخٍ تضمّنت

منازلهم منها التّلاع الدوافع











انتهى بحمد الله 


إرسال تعليق

0 تعليقات