بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: "أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ" (سورة الغاشية، آية 17) تدعو إلى التأمل في خلق الإبل، كدليل على قدرة الله تعالى وعظمته
"أَفَلا يَنظُرُونَ": تعني "أفلا يتأملون" أو "أفلا يتدبرون".
"إِلَى الْإِبِلِ": الإبل هي الجمال، وهي حيوانات معروفة بقدرتها على العيش في الصحراء.
"كَيْفَ خُلِقَتْ": تشير إلى طريقة خلق الإبل، والتي تحمل في طياتها علامات تدل على قدرة الخالق.
تتمتع الإبل بخصائص جسدية فريدة تُمكنها من التكيف مع بيئتها الصحراوية القاسية، ومن أبرزها شفاهها المشقوقة التي تتيح لها تناول النباتات الشوكية بسهولة، وقدرتها على إغلاق فتحتي الأنف أثناء العواصف الرملية. تُصنف الإبل ضمن الحيوانات المجترة، حيث تخزن الطعام والماء في أكياس داخل المعدة وتعيد مضغه لاحقاً. كما تحتوي أعناقها الطويلة على غدد لعابية خاصة تعمل على ترطيب النباتات الجافة، ما يمنحها القدرة على استهلاك أنواع متعددة من الغذاء. أما السنام، فهو مخزن طبيعي للدهون يُستخدم كمصدر للطاقة في حال نقص الغذاء.
ويمتاز جلدها بالسمك والصلابة، مما يوفر لها الحماية من حرارة الجو ولسعات الحشرات، في حين يعكس وبرها أشعة الشمس، مما يساعد على ثبات درجة حرارة الجسم. وبفضل قلة غددها العرقية، تقل نسبة فقدانها للماء ويظل دمها سائلاً حتى في الحر الشديد. ويمكن للإبل تعديل حرارة جسمها لتناسب البيئة المحيطة، حيث إن درجة حرارتها تصل نهاراً إلى 42 درجة مئوية وتنخفض ليلاً إلى 34 درجة دون أن تمرض، كونها من ذوات الدم الحار.
وقد صُمم جسدها – بإبداع الخالق جل جلاله – ليقلل من استهلاك الأكسجين عند ارتفاع الحرارة. كما أن شكل خفّها العريض يمكّنها من السير بسهولة فوق الرمال الناعمة دون أن تنغرس أقدامها، ما يقلل الإجهاد ويزيد من خفة حركتها.
أما عيناها، فمحميتان بجفن شفاف ورموش طويلة تقيها الرمال، ما يتيح لها الرؤية بوضوح أثناء العواصف. وتستطيع الإبل مقاومة العطش لفترات طويلة، تصل إلى شهر في الأجواء الباردة، أما في الحرّ الشديد فتكفيها شربة ماء واحدة في الأسبوع.
وتُعد من الكائنات القليلة القادرة على شرب كميات ضخمة من المياه بسرعة مذهلة دون أن تصاب بأي ضرر، وذلك لأن كمية الدم في جسمها تفوق معظم الحيوانات، كما أن كريات دمها الحمراء قابلة للتمدد والتغير، ما يساعد على تخزين الماء لفترات أطول.
وتُعرف الإبل بتنوع ألوانها، ومن أبرز هذه الأنواع:
• المجاهيم: وتُعرف أيضًا بالإبل النجدية، وتتميز بلونها الأسود، وضخامتها، وغزارة إنتاجها للحليب.
• المغاتير: وتشمل عدة أنواع، منها:• الوضح: إبل متوسطة الحجم، معتدلة في إنتاج الحليب، وتُعد جميلة المنظر.
• الشقحاء: أقل بياضًا من الوضح، وتُصنف ضمن المغاتير، ذات إنتاج متوسط من الحليب.
• الشعلاء: لونها مزيج من الأحمر والأشقر، إنتاجها متوسط، وتشتهر بسرعتها في الجري.
• الصفر: تتميز بوبرها الكثيف، ولونها مزيج من الأبيض والأحمر، وإنتاجها متوسط من الحليب.
• الحمر: متوسطة الحجم، قليلة الإدرار للحليب.
• الأوارك (وتُسمى أيضًا “حر الإبل”): أحجامها تتراوح بين المتوسطة والصغيرة، إنتاجها متوسط، ووبرها خفيف، وسُميت بهذا الاسم لوجودها في مناطق تنمو فيها أشجار الأراك.
0 تعليقات