خفس دغرة

 بسم الله الرحمن الرحيم 

كانت رحلتنا لخفس دغرة عام 2022م وقد كان على طريقنا اثناء توجهنا الى محافظة الحريق ويقع خفس دغرة جنوب شرق محافظة الدلم وهي خفس طبيعي في الأرض نتج عنه عين ماء وكانت غزيرة، وتعتبر من أقدم وأشهر منابع المياه في المملكة العربية السعودية، ويوجد بها معالم تاريخية و أثرية وهي عبارة عن مقابر منحوتة تحت الأرض، وهي من المشاريع الزراعية التي امر بأنشائها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، واوكل اليها معالي الشيخ عبدالله ابن سليمان الذي اسند ادارتها الى ابراهيم الفرج المعروف حبودل وهو من الرجال الأكفاء من حيث الإخلاص في العمل وقد صارم وحازم في عملة، وهناك طرفة تروى حول حزمة وشدته أنه كان يُعاقب كل من يتأخر عن الصلاة ، فتأخر أحد العمال عن صلاة الفجر ركعة واحدة، فلما سلم الإمام، سلم العامل المتأخر معه ولم يكمل الركعة الثانية خوفا من حبودل، وبعد أن انصرف حبودل ، قام العامل ليصلي مرة أخرى ، لاحظه أحدهم فقال : والصلاة اللي قبل شوي ؟ قال ذيك لحبودل ، وذي لربي، وقد بدأ العمل المشروع عام ( 1939 م – 1358 هـ ) ويعتبر من اول المشاريع التي استخدمت فيه  الآلات الزراعية الحديثة، وقد استقطب هذا المشروع كثيراً من المواطنين للعمل فيه حتى بلغ عددهم في فترة من الفترات حوالي 1000 رجل ما بين إداريين وفنيين وحرفيين ومزارعين، وقد تناقص هذا العدد بعد جلب الآلات الزراعية للمشروع، ولقد استقر كثير من هؤلاء العمال بعوائلهم في مساكن من الطين، وفي عام 1363ه استقدم معالي الشيخ عبدالله السليمان رحمه الله مقاولاً مصرياً يدعى علي مصطفى واستقدم معه عمالا كثيرين حدادين وعمال بناء ومهندسين وقام المقاول بتشييد مبنى الكهرباء الذي أقيم قرب العين لتوفير الطاقة الكهربائية للمضخات الكهربائية التي ترفع الماء من العين.

وقد سمي هذا المبنى العنبر وهو المبنى الرئيسي من تلك المباني وهو مبني من الخرسانة المسلحة وهو جميل من الناحية المعمارية والشكل الجمالي وقوة البناء وقد كسيت واجهاته بالحجر كما بني حول المبنى الرئيسي بعض المستودعات الحديثة لقطع الغيار وكذلك بعض المساكن الجميلة والمطلية بالجص الأبيض وهي مخصصة للمسؤولين عن المشروع، ومن الناحية الشمالية أنشأت اسطبلات للخيول الخاصة بالملك عبدالعزيز وهي من نوع العبيات والحمدانيات الأصيلة، وقد أزيلت أغلب تلك المباني من جراء السيول، ثم استقدم أربعة خبراء زراعيين من مصر تولوا الإشراف على الزراعة، وعندما تولت شركة أرامكو المشروع استقدمت خبراء زراعيين ومهندسين من أمريكا، ومع انتقال الإدارة إلى شركة أرامكو حصل خلل إداري مؤقت حدثت فيه بعض المشاكل في المشروع وصورها الشاعر ناصر بن إبراهيم بن سالم آل سالم وهو احد العاملين في المشروع حيث يقول:

يا راكبٍ من عندنا بكسٍ أصفر

إنحر حبُودل وقلْ ترى الخفس مازان

سلَّم عليه عداد مزنٍ تظّهر

وعداد ما ينبت من العشب حُوذان

سلامٍ أحلى من حليبٍ بسكر

وأحلى من البارد على كبد عطشان

قله ترى خادمك قام يتفكر

من يوم شاف الخفس من عقبكم شان

هذا ينزَّل فيه وهذا يحدَّر

خِربتْ المكينة يوم جونا المريكان

وركِّب على القت الحويل الدركتر

حطوا مكانه كافَ لاورَ وبديان

وأكياس عيشٍ كل يوم تظهَّر

والزرعَ كلَّه ما يجي وجبة حصان

احداثيات خفس دغرة

N23 50.070 E47 11.550













صورة من الزمن الجميل لموقع الخفس



المصادر

إرسال تعليق

0 تعليقات